كيف تتحصل على 17 /20 في مقالة الشعور و الاشعور

مخطط للشعور و اللاشعور 

   


السؤال هل  كل ما هو نفسي شعوري؟
 طرح المشكلة
يهتم علم النفس بالإنسان ككائن عاقل يشعر ،يدرك، يتذكر ...وهذه الوظائف النفسية لا يمكن التعرف عليها الا بواسطة الشعور غير أنه هناك تصرفات لا يعي الانسان أسبابها و لا معناها و هي تأثر على طريقة تفكيرنا هذا أدى الى اختلاف الفلاسفة حول الحياة النفسية ما اذا كانت شعورية ام ان هناك جانب آخر لا نشعر به لذا وقع اختلاف بين رواد علم النفس الكلاسيكي العقلي و علم النفس الحديث فإلى اي مدى يمكن اعتبار ان النفس شعورية صرفة؟
محاولة حل المشكلة
الاطروحة الاولى

يرى أنصار الاطروحة الأولى أمثال ديكارت و برغسون و غيرهم من رواد علم النفس الكلاسيكي أن المجال النفسي قسم واحد شعوري فديكارت يعتبر أننا نشعر بكل أفعالنا ما عدا الحياة الفيزيولوجية أي لا نشعر سوى بما هو متعلق بالجسم كالتنفس الرمش  دقات القلب...هذا ما ليس شعوري أما الذاكرة و الادراك و.. كله شعوري في قوله" لا توجد حياة لا شعورية خارج النفس ما عدا الحياة الفيزيولوجية"
و يؤيد جون بول سارتر الفكرة حينما أشار الى نوعي الوجود وجود الأشياء التي عي موجودة وجودا في ذاته (المقصود أنه لا يملك وجوده و لا الحرية في تحديد مصيره لذا فهو لا يشعر أما الانسان فهو الوحيد الموجود وجودا بذاته وذلك لأنه يتحكم في مصيره بكل حرية مطلقة تمكنه من الاختيار و منبع الحرية هو الشعور أي الوعي بكل ما يريده و يفعله فهو يختلف عن وجود الشيء لذا قال " أنا أشعر اذن أنا موجود"
وكذلك يمتاز الشعور بالنسبة لهم بالديمومة والاستمرارية فهو لا ينقطع أبدا فهو بالنبة لبرغسون مثل النهر الذي يتدفق الى مجراه دون توقف وهو يعرف التغير من حال الى أخرى.  
  وجودنا مرهون بمدى وعينا بتصرفاتنا والاحساس بها أما وابن سينا فيميز بين نوعين من الشخصيات سوية وغير سوية فالنوع الأول طبيعي وهو بإمكانه الوعي بكل تصرفاته ويعرف أن أحواله النفسية الحالية هي امتداد لأحواله الماضية وستظل في المستقبلة أما النوعية الثانية الغير سوية هي من لا تعي تصرفاتها ولا تشعر بالربط بين الماضي والحاضر والمستقبل. وقد قال هنري أن "الشعور والحياة النفسية مترادفان وبالتالي فان الظاهرة اما شعورية فيزيائية أو شعورية نفسية" والذي لا نشعر به فهو ليس من أنفسنا حيث قال" الشعور بالذات لا ينقطع أبدا ومنه نستنتج أن الحياة النفسية قسم واحد شعوري ولا وجود للاشعور.
مناقشة. لم يقدم رواد الموقف الأول تفسيرات لعدة سلوكيات نقوم بها ولا نعي معناها مثل زلات القلم كأن يكتب استقرار بدل الاستقلال و زلات اللسان و الأحلام و خصوصا المتكرر منها و أحلام اليقظة وكذلك مثلا أحيانا نجد أنفسنا اما حزنين أو فرحيين دون أن نعرف لذلك سببا و كذلك ما تفسير أن نميل أحيانا لأشخاص لا نعرفهم دون سواهم. فالفيلسوف غسدروف يقول "الشعور مجرد خيال وانتاج الأوهام".
الموقف الثاني   يرى رواد علم النفس المعاصر أن الشعور غير كافي لفهم النفس البشرية و المكنونات الداخلية للإنسان لذا كان لبدى من وجود قسم اخر يجيب عن كل التساؤلات التي لم نتمكن من تفسيرها بالشعور ’ فالنفس البشرية قسمان شعوري نعيه و قسم المكبوتات و الرغبات و..لا نعيه و يأثر بشكل كبير على سلوكياتنا  و هو لاشعوري و يؤيد هذه الأفكار سيغموند فرويد و شوبينهاور و هذا الأخير هو أول من بحث لاثبات وجود هذا المجال المضلم فينا من خلال أبحاثه و تجاربه ثم  ارتبط مصطلح اللاشعور النفسي بالعالم النمساوي سيغموند فرويد الذي كان له الفضل في ظهور مدرسة ظهور التحليل النفسي حيث تعرف في البداية على المدرسة العضوية التي أسسها الطبيب إميل كرا يبلي, والتي فسرت الأمراض النفسية تفسيرا عضويا, واطلع كذلك على دراسات أعمال شاركوا في مدرسة سالبتريير, وتعرف على أمراض الهستريا, و نظر إلى الحالات المرضية فدرس مثلا السبات المرضي, والجوال الليلي, , فأسس مدرسة أخذت بمبدأ اللاشعور كفكرة ومنهج وأدرك أن الطفل يولد بغرائزه ودوافعه الجنسية والعدوانية والأنانية, ويتشكل في المجتمع كذات متميزة, تفهم في كليتها, أما تفسيرها فيتجلى في دوافعها اللاشعورية, والأدلة على وجودها كثيرة منها،ا لأحلام والتي تأتي محملة بالرموز حيث يقول سيغموند" غالبا ما تكون الأحلام في غاية العمق عندما تكون في غاية الجنون" , والتي لا يدل ظاهرها على قصدها, فهي تحقق رغبات مكبوتة أو حاجات آنية, في يوم رمضاني حار ينام الصائم القيلولة فيرى نفسه شاربا أو سابحا, ومن يعاني ضيقا في حياته اليومية برى نفسه في المنام محلقا أو صارخا. و النسيان وزلات القلم وهفوات اللسان وتكون في الغالب نتيجة لدوافع لاشعورية كنسيان الفشل أو تجاهل من نكره, ينسى من أخفق في الاختبارات كشف نقاطه, في حين يتذكر الناجح أدق التفاصيل .و ايضا السخرية والنكت التي هي تعبر عن الحالات اللاشعورية, فالإنسان يسترسل في السخرية وينسبها إلى غيره وإلى من هو أفضل منه, لكي يعطي لنفسه وضعا رمزيا, يعلو به عن الآخرين. كما لا ننسى الفنون فإن من يطلع على الفنون الشعبية التراثية, يكتشف أنها تعبيرات لاشعورية نكتشفها في الأفراح والمآتم والتجمعات.              
وقد اهتم فرويد بنتائج الإيحاء التنويمي التي حضرها مع بيرنهايم, وعرف بأن الأسباب واقعية إلا أنها لاشعورية, وهذه الملاحظة أبداها الدكتور بروير الذي كان يشخص حالة مرضية لفتاة مصابة بالهستيريا. المريضة تذكرت أسباب مرضها أثناء التنويم, فشفيت وزالت الأعراض بعد اليقظة. في الأصل كانت تعاني اضطرابا في حركة العينين, ولازمها بعد وفاة أبيها, ويأتي التفسير إنها كانت تحبس دموعها حتى لا تؤثر على الوالد وهو في مرض الوفاة, و اتفقا على أن الطريقة التي ساهمت في العلاج هي طريقة التطهير غير أن هذه الطريقة تضغط على المريض بشدة لذا استبدلها بطريقة التداعي الحر حيث قال " ان طريقة التداعي الحر من المزايا الهامة التي تفضل به على الطريقة التي سبقتها و لا تقتصر على ميزة الاقتصار في الحهد فهي تتجنب كل ضغط على المريض بأكثر قدر ممكن "و مفادها أن يساعد المريض عن الإفصاح عن مكنوناته دون تنويم و ان نجح شفي حيث قال سيغموند" الا أن الكشف عن المقاومة هو الخطوة الأولى في سبيل التغلب عليها" لذا فإن الاضطرابات لا تفسر تفسيرا عضويا, بل يجب الأخذ بالتحليلات النفسية القائمة على تشخيص الحالة في ظروفها الانفعالية المتصلة بالوظائف العقلية العليا.
و ايضا إن الفرد يتعرض في حياته اليومية لأزمات يستطيع أن يتجاوزها في أغلب الأحيان و هو يخطأ أحيانا أخرى كل هذا يعكسه اللاشعور حيث قال " يكشف المرء الحقيقة كاملة من خطا لأخر "وإن تفاقمت فهي تقود إلى الأزمات النفسية, ومدرسة التحليل النفسي, تقدم تصورا عاما للنفس الإنسانية, وهو يتجلى في بنيات ثلاث هي  الأنا الأعلى وهو جانب نفسي لا شعوري, يتكون بانفصاله عن الأنا بعد السنة الخامسة, لما تتمثل القوى الأخلاقية لديه كحتميات يتلقاها بالتربية والعادات الاجتماعية, وهو يستسلم لها, وهذا الأنا وظيفته الرقابة حيث قال "هو كل ما يحمله الأنا عند ولادته و كل ما حدده تكوينه ". و الأنا، وهو الجانب الواعي من الشخصية, وهو يساهم في عملية الاتصال بالعالم الخارجي, ووظيفته أنه يحمل الفرد على إرجاء إشباع رغبات الهو, أو التنازل عنها حسب مقتضيات الواقع والمجتمع.  و اخيرا الهو،وهو يمثل الغرائز والدوافع والذكريات اللاشعورية, وهي تتمثل في رغبات الطفولة المكبوتة, وكذلك الميول الموجهة التي يحتفظ بها الهو,  و تضحى الذكريات والعادات والعواطف المنسية ويعتبر فرويد هذا الجانب ذا طابع جنسي يخضع لمبدأ اللذة ويحمل الفرد على تحقيقها, وإن عجز فهو الكبت وما يترتب عنه من عقد نفسية. حيث يقول فرويد "يستمد الأنا طاقته من الهو وقيوده من الأنا الأعلى وعقباته من العالم الخارجي"
كذلك نجد فرويد تكلم عن اللبيدو و الغريزة العدوانية فمع نهاية ثلاثينيات القرن العشرين, استشعر الناس قدوم حرب عالمية ثانية, وانقسموا إلى قسمين، قسم متفائل اعتقد بعدم وقوعها, وقسم متشائم اعتقد بوقوعها, فراسل أحد العلماء فرويد مستوضحا فأجابه" إن الإنسان بطبعه لا يمنع عن نفسه ولا عن غيره الشر, فهو بغريزته كائن حي ينموا ويتكاثر, ويندفع أحيانا لكي يحطم نفسه وغيره, إنها حقيقة في النفس والتاريخ, ألا ترى أن الطفل قبل أن يعشق لعبته يحطمها أحيانا".                      
و بالتالي فدور اللبيدو غريزة الحياة والوجود, فهي العواطف بين الناس, والميول والرغبات والأهواء, و العلاقات الحميمة بين الآباء والأبناء, اذن هي طاقة الوجود والبقاء حيث قال "ان الفنان الذي يرسم لوحة فنية ليست الا طريقة لاشعورية للتعبير عن غريزته الجنسية المكبوتة". و إذا كان اللبيدو هو الحياة والبقاء فإن الموت هو الفناء متجليا في تخريب الذات, وهو ما يلحقه الإنسان بنفسه من أذى, أو ما يلحقه بأذى الغير هكذا نفسر الاعتداء والجرائم والحروب المتعاقبة في التاريخ. هاذا الاخير هو دور الغريزة العداونية.
النقد
اعتقد فرويد أنه قد حل مشكلة الإنسان, لما وضعه في طبيعته وغريزته, إلا أن النتائج جاءت غير متوقعة, فاعتقد معاصريه أن العلاج من الأزمات النفسية يتحقق بالقدرة على إشباع المطالب الحيوية, فاندفعوا في شهواتهم وتنكروا لقيمهم, فعمت المجتمعات الغربية مظاهر الانحلال وتعقدت الحياة, بانحلال الأسرة وهذا دفع علماء وفلاسفة, إلى إعادة النظر في مناهج التحليل النفسي وجاءت الانشقاقات من داخل المدرسة نفسها. و بالتالي لا يمكن القول ان الحياة النفسية هي لا شعورية فقط
التركيب
الحياة النفسية ليست كلها شعورية ولا كلها لا شعورية فهي مزيج بين هذا و ذاك لان الانسان احيانا يبدو كائنا واعيا لذاته و لما يحيط حولها و احيانا تجتاحه افكار قد تنعكس في سلوكاته فيكتشف الجانب الخفي في حياته النفسية فيبدو له للوهلة الاولى انه لا يعرف عنها شيئا كون انه ليس على علم بذلك الجانب الخفي منها، و وهكذا يتجلى بوضوح ، أن الحياة النفسية كيان معقد يتداخل فيه ماهو شعوري بما هو لاشعوري ، أي أنها بنية مركبة من الشعور واللاشعور ، فالشعور يمكننا من فهم الجانب الواعي من الحياة النفسية ، واللاشعور يمكننا من فهم الجانب اللاواعي منها.
   
حل المشكلة
حياة الانسان جملة من الافكار و السلوكات التي يعمل الانسان على تصوريها و تصحيحها حتى و ان كانت تتعلق بجانب مظلم فهي ترتبط بالدرجة الاولى بوجود الانسان اي المعنى الحقيقي لحياته .و الشعور وحده غير كاف لمعرفة كل الحياة النفسية و فهمها فهما صحيحا.  اذن الإنسان يعيش حياة نفسية ذات جانبين  جانب شعوري يُمكِنه من إدراكها والاطلاع عليها من خلال الشعور ، وجانب لاشعوري لا يمكن الكشف عنه إلا من خلال التحليل النفسي ، مما يجعلنا نقول أن الشعور وحده غير كافٍ لمعرفة كل ما يجري في حيتنا النفسية .

تعليقات

  1. استاذة من فضلك اريد ان اسئلك انا ادبية و اذا بدات اليوم بحفظ الفلسفة يعني كل المقالات التي وضعتها في القناة هل يكفيني الوقت و شكرا مسبقا

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هل الفرضية خطوة مهمة في المنهج التجريبي؟

هل يمكن تطبيق المنهج التجريبي على المادة الحية؟ملخص عاى شكل عناصر للحفظ و التوسع الذاتي بعد الفهم من القناة

هل تقدم العلوم وانفصالها عن الفلسفة سوف يجعل منها مجرد بحث لا طائل منه ؟